ايات معاجزات في القران الكريم

الذبابة

يتعرض القرآن الكريم طوال القرون الماضية منذ أن أكرم الله سبحانه أمة الإسلام بتنزيله علي نبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وحاول الكثيرين النيل منه باتهامه اتهمات كاذبة وأهمها أنه من مؤلفات الإنسان ولكن طوال القرون الماضية أثبت القرآن في كل لحظة انه من تنزيل العزيز الحكيم وخاصة في القرن الماضي بعد التقدم العلمى الذي أحرزه الإنسان في مختلف الميادين .
في هذه المرة سوف نتناول إحدى المعجزات في آيات القرآن الكريمة الذى يتمثل في الآية :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" الآية 73سورة الحج
ففي هذه الآية معجزة من معجزات العلوم تم اكتشافها منذ سنوات قليلة ماضية ولنبدأ منذ بداية الآية ... فقد ضرب الله سبحانه وتعالي للناس مثلاً لكي يعتبروا به ويستمعوا له والتحدى لأي مخلوق أو كائن من يعبدهم الكافرون أن يخلق ذباباً ولو أجتمع له كل العلماء وأهل الأرض فلن يستطيعوا مهما وصل اليه التقدم في العلوم بل وزيادة في التحدي لإظهار العجز أمام الخالق عز وجل فقد تحداهم هم وما يشركون في أن يستطيعوا أن يستنقذوا أو يستردوا من الذباب أي شئ يأخذه الذباب من أي مخلوق وفي النهاية أظهر الله سبحانه وتعالي أن سواء البشر أو ما يعبد الكافرون من دون الله فهم كلهم ضعفاء أمام قدرة الله سبحانه وتعالي.
ولكن ما هو الإعجاز العلمي في هذه الآية فقد يتساءل بعض الجاهلين لماذا ذكر الله الذباب ولم يذكر أي كائن أخر وهذا ما سوف نجيب عنه في الأسطر القليلة القادمة.
إن الذبابة من الحشرات واسعة الانتشار وتتمتع الذبابة خاصة بخواص عجيبة وفريدة من بين الحشرات أو الكائنات الحية عامة فإذا بدأنا بفحصها نجد أنها تمتلك زوج من الأعين التي تسمى أعين مركبة وهذا الاسم جاء من أن كل عين تتكون من حوالي عشرة آلاف عدسة ولكن ما هذا الرقم؟ إذا تخيلنا أن عين الانسان تتكون من عدسة واحدة فقط فلنا أن نتخيل مدى الاعجاز في العين المركبة التى تملكها الذبابة والتي تستطيع عن طريقها أن تسجل جميع الصور التي تمر بها في طريقها كأنه شريط سينمائي فتلطقت آلاف الصور من جميع الاتجهات في نفس اللحظة.
كما تحتوي الذبابة علي زوج من قرون الاستشعار الذي يحتوي كل منها علي ملايين المجسات وما يشبه أجهزة الاستقبال والارسال التي تبعث من خلالها اشارات ردارية غاية في الدقة تستطيع عن طريقها إدراك ما يحيط بالحشرة من أجواء فعلي سبيل المثال تستطيع بكل سهولة التفريق بين المركبات الكيميائية والمواد الضارة بها وتستطيع أن تعطى رد فعل سريع جدا من أي تغير يحدث حولها وبالتالي نجد أن الذبابة سريعة الاستجابة والطير أو الهروب من الآخطار .
كما أن الذبابة لها نوع مميز من الأرجل يعطيها إمكانية تسلق الحوائط والسير بطريقة معكوسة أو حتى بأى زاوية حتى لو كانت زاوية قائمة هذه الأرجل بها نوع من الفقاعات اللاصقة التي تعمل عن طريق عملية تفريغ الهواء وبالتالي تؤدي إلي تثبيت الذبابة في أثناء سيرها .
والذبابة من الحشرات التي تضع من البيض الكثير جداً حتى أنها تضع في المرة الواحدة من ثلاثمائة إلي أربعمائة بيضة في المرة الواحدة مما يدل علي أن العدد رهيب جداً إذا علمنا أن دورة حياة الذبابة حتي النضوج تستغرق أقل من24 ساعة وبالتالي في أحدث الإحصائيات المذكورة علمياً ثبت أن الذبابة إذا تركت دون أي أخطار تحيط بها وتهلكها فإنها ستغطي سطح الأرض بأكملها بارتفاع يزيد عن المتر الواحد وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالي بنا أن سلط عليها العديد من الأعداء والظروف البيئية التي تؤدي إلي قتل النسبة الأكبر منها لما استطاع الانسان أن يحيا علي سطح الأرض من كثرة ذلك العدد.
والذبابة تمتلئ بالمعجزات كباقى خلق الله سبحانه وتعالي وهي إيضاً من الكائنات المعروفة للإنسان بل والموجودة بكثرة حوله في كل مكان وبالتالي فالتحدى الذي فرضه الله علي المتشككين في قدرته سبحانه معجز لهم مع توافر الحشرة الصغيرة بكثرة ولكن الله سبحانه وتعالي في زيادة لإظهار جهل الإنسان وضعفه خصص التحدي أكثر في قوله سبحانه
" وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ" ففي هذا التحدي الأعظم تخيل معظم الجاهلين قديماً أنه من الممكن أن تؤخذ هذه الجزئية علي القرآن الكريم فيهاجمون بها فيقول الجاهلين أن نقوم بانتظارها حتى تقف علي الطعام وعندما نشعر بأنها قد أخذت طعاماً نقوم بقتلها وقطع رأسها قبل أن يدخل الطعام الذي تأخذه إلي جوفها وبالتالي سوف نسترده منها وننقذه فيرد عليهم القرآن الكريم بكل قوة " وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ" ثم يثبت العلم الإنساني الذي أثبته وتعلمه غير المسلمين حتي لا يتهمون المسلم بأنه يتجاوز عن الحقائق لأجل اثبات صدق القرآن ، لا والله لقد أثبتها غير المسلمين بعد ألف وأربعمائة عام أثبت العلم أن الذبابة التي تأخذ من الإنسان شئ فإنه لا يستطيع إنقاذها منها مهما فعل والمفاجأة أن الذبابة لديها أجزاء فم أو ما يقال عنه في معظم الحشرات فم مركب وهو في هذه الحشرة الصغيرة له تركيب عجيب فهذا الفم يتكون من عدة أجزاء أحدها عبارة عن خرطوم طويل فتقف الذبابة فوق الطعام ثم تضع خرطومها هذا فوق الطعام وتفرز عليه اللعاب في الخارج.
هذا يعنى أن الذبابة تقوم بهضم الطعام خارج الجسد في عملية هضم خارجية عجيبة وهذا يؤدى إلي أنها عندما تسلب الإنسان طعاماً فهي تأخذه مهضوماً جاهزاً إذا لا يستطيع أي كائن مهما بلغ من قوة ومن العلم أن يسترد ذلك الطعام مرة أخرى وذلك لأنه ببساطة قد تحول من حلته الأولى إلي المواد الأولية التي يتركب منها .
وفي نهاية الأية يقول سبحانه وتعالي "ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ"فيها زيادة في التحدي من الله عز وجل للضعيف الإنسان ليعلم أنه إذا طلب أن يسترد ذلك الطعام الأضعف المسلوب من كائن أضعف لهو مستحيل عليه والشئ الغريب أن الإنسان يتجبر علي الله تعالي ولا يؤمن مع هذه المعجزة فيكفي للعقلاء هذه الآية دليلاً للإيمان بالله عز وجل تعالي الله عن كل نقص سبحانه.