اعذروني فهذه انطباعات عجولة جدا عن حدث أليم أدمى فؤادي اليوم
لا أملك الوقت الكافي لتحليل ما حدث
لكنني استطيع أن ادرك وبسرعة أن حماس فعلت بالضبط ما كان يتمناه أعداؤها
أيها السادة هل من الممكن أن يتوفر المناخ الكافي لكيل الاتهامات والنيل من هذه الحركة الأبية , كما توفر اليوم ؟!
لقد أخطأت حماس حين كررت اسطوانة الإتهامات المشروخة ...تكفيريين و متشددين و متعصبين و مشبوهين و مدعومين من قوى خارجية ... إلى آخر تلك الاتهامات التي درج رؤوس الحكومات القمعية على ترديدها واشهارها في وجه كل قوة تفكر في قول لا ...
لا أحد يشك بالطبع في وجود غباء حركي لدى أفراد حركة انصار جند الله الذين لا يتجاوزون عدد مصلين في مسجد صغير!
لا أحد يشك في أن هؤلاء الفتية أوقعوا أنفسهم في خندق اسرائيل والعملاء وكل القوى المتربصة بالقوى التحررية النزيهة
لا أحد يشك أنهم أثاروا حفيظة المسلمين جميعا بهذا التصرف الأهوج العنيف
لم يكن أحد يشك في هذا
لكنه بدا أن كثيرين سيبدءون رحلتهم مع الشك في حكمة هذه الحركة , وأهدافها
وستوضع كل افعالها ابتداء من اليوم موضع شبهة وسؤال ........
كثيرون اليوم ستجول بخواطرهم صور مشعل وهنية في أروقة الشحاذة الإيرانية واقفيْن على بحر من دماء المسلمين في العراق , وأفغانستان , واليمن ...
كثيرون سيتساءلون عن الخطابات الوردية التي تهدف إلى توحيد الأمة لا تمزيقها , هل المقصود بالأمة ...إيران وحزب الله ؟!
وليس ثلة من أبناء رفح , بدا أنهم لا يزيدون عن الثلاثين !
كثيرون سيتساءلون عن استجداء حماس للحوار مع أمريكا والغرب ...وحركة فتح , في حين لم يتطلب قرار تصفية هؤلاء المغفلين بضع ساعات ...
كثيرون سيرون صورة هنية في روسيا , واقفا على دماء الشيشان , والطاجيك , والأفغان , ولن يعودوا الآن باللائمة على أنفسهم لأنهم يشربون القهوة تحت مكيفات الهواء في حين يقبع الغزاويون تحت الحصار !, بل سيرون مباشرة صورة عباس في المقابل واقفا مع بوش وأولمرت ...أيضا على دماء للمسلمين في نفس الأماكن ...ولكن حينها ربما يعتذرون لعباس بأنه يستجدي لقمة للشعب
...ويطلب العون في مواجهة التكفيريين الإنقلابين والقمعيين (من وجهة نظره)
أيها السادة لإن كانت هذه الثلة المغفلة حركيا , والتي بدا أن حماس استحلت دماءهم كالبعوض , وعاملتهم بالمثل وكالت وزادت , لئن كانوا أوقعوا أنفسهم في خندق إسرائيل ...وفتح ....فاستبيحت أرواحهم في التو ,
فقد أوقعت حماس نفسها من حيث لا تدري ربما في خندق الأمريكان والقوى الصليبية التي تحارب الإرهاب ...ذات التهمة التي ألصقتها حماس بهؤلاء الأغمار المساكين , ولأنهم طالبوا بنفس الطلبات التي يراها العالم الأوروبي طلبات المتشددين الذين لا يحوز في حقهم إلا السحق !